الأحد، 26 يونيو 2011

البرادعاويــة .. والليبرالية .. والدولة المدنية

 رابط غريب يربط بين مؤيدى د. محمد البرادعي ببعضهما البعض .. رابط يميزه الموده والاحترام والمحبة وكان كل منهم يعرف الآخر من سنوات طويلة 

 لم يكن لى من قبل علاقة بالعمل السياسى ولكنى عشقته عشقا منذ أن انضممت لهذا الكيان الملتحم المفعم بكل ما هو جميل وطيب وراقى .. الكيان البرادعاوى .. قد تتفقون أو تختلفون معى لكن من يقترب من البرادعاوية لا يشعر أبدا بالغربة ولا بالعزلة ..فهؤلاء الأفراد لا يجمعهم عمل رسمى محدد بحضور وانصراف وآليه وروتينية .. ولا يحركهم حافز او علاوة أو مكافأة سنوية ..إنما يحركهم الإيمان بمبدأ .. وما أعظم المبادئ ان كانت حرية وعدالة ومساواة وكرامة و تطلع غير محدود إلى التطور الفكرى والحضارى والتنموى .. والنهضة الشاملة 

يتعجب الكثيرون من هذا الانتماء ويكيلون لنا الاتهامات بعدم الحيادية والانصاف فى التعامل مع باقى المرشحين واتعجب انا من تعجبهم ..فكل منا له رؤيته الخاصة وشانه فى تقدير الأمور .. وعلى كل من يؤمن بفكره ان يدافع عن فكرته وعن مبدأه ..وأن يحاول أن يقنع غيره بها ..إن أراد كان بها وإن لم يرد فهذا شانه ولكل منا الحرية الكاملة فى الاختيار .. والمسئولية أيضـــأ

لماذا نرشح د.البرادعى ؟

وعن سؤالنا لماذا نؤيد ونرشح د. محمد البرادعى دون غيره أجيبكم أننا لا نرشحه لشخصه ولا لمكانته الدولية ولا لإسمه المرموق عالميا .. وإنما نرشحه من أجل مصر ونهضتها .. فكما ترون الامل لمصر على يد مرشحيكم نراه نحن على يد د. محمد البرادعى .. وبصفة خاصة لم أجد من بين المرشحين من يرضى طموحى السياسى غيره .. فأهم ما يميزه عن غيره أنه دقيق ومنظم ولا يخطو خطوة إلا وهو مدرك تماما لابعادها سواء على المستوى الخاص او العام 

دعونى أقص لكم امرا خاصا.. عندما كنت فى الجامعة درست فى دبلومة إدارية كيف يكون التخطيط والتفكير العلمى ،ولم تكن صلتى بهذا الموضوع على أرض الواقع إلا من خلال الابحاث التى كانت تلتهم أوقاتنا وتضعف أبصارنا بين المراجع والدوريات لنستخلص منها ما هو مطلوب البحث عنه على عشرات أو مئات الصفحات التى تقدم لأساتذتنا طمعا فى نيل درجات البحث .. ولنكتب خطواتها فى الامتحان عند السؤال عنها ..أما حياتنا اليومية الواقعية فلا نستطيع ان نصفها إلا بالعشوائية فهى بعيدة بمفرادتها كل البعد عن هذه المفاهيم !!.. وشأنى شأنكم لم ألق بالا لهذا التناقض فما كان معروف لدينا ومن الثوابت ان التعليم المصرى لنيل الشهادات فقط وليس للتطبيق !!
إلى ان عاد د. محمد البرادعى إلى مصر مناديا بالتغيير ومحددا للمطالب السبعة وراغبا فى جمع توقيعات المؤيدين لها .. فجذب بندائه هذا الأنظار حتى وان لم يجذب مؤيدين كُثر فى البداية .. فمجرد هذا العمل فى مصر كان من الخوارق .. كان عمل يصنف بما وراء الطبيعة .. هل يمكن للانسان المصرى المستكين الخانع أن يطالب وأيضا يوقع باسمه ؟.. هل لاسمه معنى وقيمه ويستطيع التأثير؟؟ حقا كانت هذه تساؤلاتنا لاننا كنا قابعين تحت وطاة احتلال اقتصادى وفكرى وطبقى أضعف ثقتنا بانفسنا وبمستقبلنا وكان هم كل منا ان ينجو بنفسه وبأسرته من براثن الفاسدين ولا تطوله يد البطش ان قال يوما للظلم لا !!

بمتابعة هذا الرجل وسماعه والقراءة عنه يوما بعد يوما اكتشفت ان التخطيط والتفكير العلمى المنهجى الذى درسته له تطبيق على ارض الواقع   يتمثل فى شخصه وفكره وطريقة تعاطيه مع الامور ..فهو يدرك جيدا اولوياته .. ويدرك المعوقات والتحديات التى تواجهه ويفكر جيدا بشكل واقعى من خلال معطيات يدرسها بعناية فائقة لاستغلالها دون هدر أو تفريط !!

فكيف يمكن الا انحاز لهذا الرجل وانا أرى بلدى الحبيبة لا تزال فى العناية المركزة بين أطباء لا يعلمون تشخيص حالتها وبدلا من ان يعالجونها لتسترد عافيتها وتقف على قدميها من جديد يمرضونها أكثر ويتنازعون فوقها أى علاجاتهم تُجدى !!
 إن مصر فى هذه المرحلة الحرجة لا تحتاج إلى طبيب امتياز يجتهد فى تشخيص حالتها قد يصيب وقد يخطئ .. إنما تحتاج إلى طبيب مخضرم .. جراح ماهر لا تهتز يده وهو يُعمِل مشرطه فى موضع الالم ليستأصل الورم ويسد نزيفه بحرفيه ودقة وسرعة واتقان 

ان هذا الطبيب الماهر 
هو د. محمد البرادعى 

بخبرته الإدارية المؤسسية .. وحنكته السياسية .. وعلاقاته الدولية .. ورؤيته العالمية .. وتفكيره المنهجى العلمى المنظم .. وصلابته وثباته على الحق .. وعدم انشغاله بالتوافه من الامور .. ولا الانزلاق إلى الجدل مع الخصوم والحاقدين .. واحترامه لسيادة الشعب .. فقد أعلن أنه إن تم انتخابه سيكون خادما للشعب ووكيلا عنه لا سيدا عليه .. ينفذ رغباته ولا يفرض عليه رؤيته طالما تم الاجماع عليها وتصب فى مصلحة الوطن 

أفلا يستحق من حباه الله بكل هذه الصفات والقدرات .. والعقلية الدبلوماسية الديموقراطية المرنة أن يكون رئيسا لمصر .. وأن نؤيده وندعمه دون غيره ؟؟



البرادعاوية .. والليبرالية 

أشد ما يؤلمنى ويجثم على صدرى هو تلك النظرة التى ينظر بها العامة لأنصار ومؤيدين د. البرادعى باعتبارهم ليبراليون .. علمانيون .. لا يهتمون بالدين الاسلامى ولا بالاديان كافة وينادون بالحرية والتحرر من كل القيود و يعلون قيمة الفرد على أى قيمة أخرى 
وهنـا أقول .. كفى ظلما إخوانى 
حملات التشويه نالت من قبل بدكتور محمد البرادعى ..والآن تتجه لتنال من مؤيديه وانصاره بكل ضراوة 
أقبل أن تتهمونا بالانحياز 
أو عدم الحيادية والانصاف رغم تحفظى على ذلك
لكن لا أقبل أبداااا ولا يقبل زملائى البرادعاوية أن تفترون علينا وتشككون فى عقيدتنا و درجة إيماننا وصلتنا بالله عز وجل 

دعونى أشرح لكم مفهوم الليبرالية عند البرادعاوية - وان كنت لا احبذ ولا ارحب باستخدام هذه المفاهيم ولا حتى بتداولها لانها تحمل بين طياتها ما لا يتفق عليه الجميع وما لا يناسب عقيدتنا  لكن سأحدثكم عن مفهومها لدى البرادعاوية تحديدا- طالما انها محل اتهام وحتى تكون حُجة عليكم بعد ذلك ان استمريتم فى محاولة تشويه عقيدتنا 

فالليبرالية عند البرادعاوية تعنى .. حق الفرد فى نيل حريته الشخصية والفكرية والتعبيرية والعقائدية وكل أنواع الحريات بما يتفق مع مبادئ الشريعة الاسلامية المنظمة لذلك .. ودون المساس بحرية الآخرين واصحاب الديانات الاخرى

فمن منا يرغب أن يكمم فاه ويُكسر قلمه ويزج به فى السجون ان عبر يوما عن رأيه ؟
من منا يحب ان يُضم إلى المطلوبين والمراقبين إن لبس جلبابا قصيرا وذهب للمسجد لأداء الصلاة والتعبد والاعتكاف ؟
من منا يعجبه ان يتم منع المنقبات من الدخول للجامعة ..أو لحضور الامتحان ؟
من منا يحب أن يحيا ليلا نهارا تحت العيون والمراقبة بكاميرات تجسس أو بتسجيل مكالمات ان كان له انتماء سياسى مؤثر ؟
من منا يحب ان تطاله يد الصحافة والاعلام للتشهير بحياته الخاصة والاضرار بسمعته وسمعة اسرته عن عمد دون مبالاة ودون دليل الا الخصومة السياسية أو الفكرية ؟

لماذا لا ننظر لهذه الاشياء التى كنا نفتقدها فى النظام السابق  ونفكر فقط فى السلبيات والانحراف الخلقى 
الانحراف الخلقى موجود وسيظل موجود مهما تم تقييده .. فهذه هى طبيعة الحياة 
وان نظرنا الى أكثر الدول العربية التزاما وانغلاقا - السعودية - سنجدها أيضا اكثر الدول انحرافا وبها نسبة عالية جدااا من الشذوذ وحالات الاغتصاب والانحلال الخلقى .. فكل ممنوع مرغوب ..وهذه قاعدة معروفة 
كما أن المطالبة بالدولة المدنية 
ليس معناه المطالبة بدولة منحلة أو دولة بدون مرجعية دينية 

مطلبنا واضح
دولة مدنية ذات مرجعية دينية 


يعنى ببساطة وبوضوح يكون الدين الاسلامى والشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع مع احترام الديانات الاخرى ومرجعيتهم الى شريعتهم
فلم الجدل والخلاف على هذه المسميات ؟
ألا تعلمون ان الاسلام لم يعرف أبدا الدولة الدينية 
وان الدولة التى أسسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى المدينة كانت دولة مدنية ذات مرجعية دينية 


الفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية
الدولة المدنية هى الدولة التى تقوم على سيادة الشعب .. ومن حق الشعب ان ينتقد الرئيس و يحاكمه ان أخطأ وان يعزله وياتى برئيس آخر دون ان يكون فى ذلك حرج لكونه رمزا دينيا كما فى الدولة الدينية 


واخيرا

أرجوا ألا اكون قد أطلت عليكم
وأتمنى ان أكون وفقت فى توضيح الصورة وتصحيح بعض المفاهيم التى تم تناولها مؤخرا 

والله الموفق ،،


...............
بقلم : سالي فوزي

ليست هناك تعليقات: